
ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال :
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك عدل في قضاؤك
أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ،
أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك
أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي
إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً
رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74
***
[ اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ] كااااااااااامل العبودية والذل لك ياااارب .. اعترف بضعفي وقلة حيلتي ولجوئي لك لا لغيرك
[ ناصيتي بيدك ] تصرف ياربي فيني كيفما تشاء بحكمتك وقدرتك
[ ماض في حكمك ] أحكامك جميعها تسير علينا برحمتك بنا ولطفك بنا
[ عدل في قضاؤك ] عادل في قضاءك وقدرك ، أمرك علينا كله خير سواء رأينا هذا الخير أم رأينا الشر فيكون باطنه خير ولكننا لانعلم الخير بسبب قصور في تفكيرنا
وقال بعض العلماء عن : [ عدل فيّ قضاؤك ] يتضمن جميع أقضيته في عبده من كل الوجوه ، من صحة وسقم ، وغنى وفقر ، ولذة وألم ، وحياة وموت ، وعقوبة وتجاوز وغير ذلك ..
وأنقل لكم درر بن القيم رحمه الله عن هذه الجزئية :
وقوله ( ماض في حكمك عدل في قضاؤك ) متضمن لأصلين عظيمين عليها مدار التوحيد ؛(أحدهما) : إثبات القدر وأن أحكام الرب تعالى نافذة في عبده ما ضية فيه لا انفكاك له عنها ولا حيلة له في دفعها . ( الثاني) : أنه سبحانه عدل في هذه الأحكام غير ظالم لعبده بل لا يخرج فيها عن موجب العدل والإحسان، فإن الظلم سببه حاجة الظالم أو جهله أو سفهه فيستحيل صدوره ممن هو بكل شيء عليم ومن هو غني عن كل شيء وكل شيء فقير إليه ومن هو أحكم الحاكمين فلا تخرج ذرة من مقدوراته عن حكمته وحمده كما لم تخرج عن قدرته ومشيئته فحكمته نافذة حيث نفذت مشيئة وقدرته ولهذا قال نبي الله هود صلى الله على نبينا وعليه وسلم وقد خوفه قومه بآلهتهم: " إني أشهد الله وأشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ." ( هود/ 54 ــ 57 )
***
[ أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ،أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ]
اتوسل إليك بأسماءك التي سميت بها نفسك في كتابك أو علمتها أحد من رسلك فأخبرونا بها أو استأثرت وتفردت بها في علم الغيب عندك ولم تخبرها أحد من خلقك ..
اسألك يا الله وارتجيك بأسماءك الذي إذا دعيت بها أجبت وإذا سألت بها أعطيت
***
[ أن تجعل القرآن ربيع قلبي ] أن تجعلني اتدبر معاني القرآن واخشع بتلاوته فتحيي قلبي كما تحيي الأرض وقت الربيع فتريح قلبي به
[ ونور صدري ] وتنير صدري بفهمه
[ وجلاء حزني وذهاب همي ] وتشفي قلبي مما به من أحزان الماضية وهمومي المستقبلية
معلومة!
الحزن لشيء ماض وكل ماتذكرناه تكدرنا
والهم للأمور المستقبلية اللي تهمنا ونفكر فيها وشاغلتنا هل راح تصير والا لأ
وأنقل قول شيخ الاسلام رحمه الله عن ارتباط ربيع قلبي ونور صدري : « ربيع قلبي ونور صدري » لأنه والله أعلم الحَيَا لا يتعدي محله، بل إذا نزل الربيع بأرض أحياها. أما النور، فإنه ينتشر ضوؤه عن محله. فلما كان الصدر حاويًا للقلب جعل الربيع في القلب والنور في الصدر لانتشاره، كما فسرته المشكاة في قوله: { مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ } ، وهو القلب.
---
الصورة مأخوذة من المصور al-Fassam